رئيس مجلس الإدارة
أحمد عفيفي
رئيس التحرير
محسن شعبان
رئيس مجلس الإدارة
أحمد عفيفي
رئيس التحرير
محسن شعبان
رئيس مجلس الإدارة
أحمد عفيفي
رئيس التحرير
محسن شعبان
إن التنمر آفة تدمر المجتمع، فالتنمر يخلق أشخاص غير قادرين على العمل والعطاء، أشخاص فقدوا القدرة على التواصل مع الناس، أصيبوا بالعزلة والاكتئاب والقلق، تدني تقدير الذات، وزيادة التعرض للمرض، وأيضاً يمكن أن يؤدي إلى الإنتحار.
والتنمر إما أن يكون لفظياً بالتهكم والسخرية والإستفزاز، وإطلاق الألقاب والألفاظ العنصرية، وإما جسديا باستخدام العنف كالدفع والسحب والضرب.
وأيضاً التنمر النفسي الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر النفسي بالشخص كالمقالب أو إستغلال مشاعر الشخص وسماته النفسية في السخرية منه.
وهناك أنواع أخرى من التنمر كالتنمر المدرسي والتنمر في العمل، وهناك التنمر الإلكتروني والذي يقوم على إستغلال التكنولوجيا والإنترنت في إيذاء الأشخاص بطرق عديدة منها: الإبتزاز وتشويه السمعة، الإيذاء والتخويف، الرسائل والتعليقات التي تسعى للسخرية أو الترهيب.
التنمر الأسري:
وهو التنمر الذي يحدث من قبل الوالدين، أو بين الإخوة، أو بين الزوجين والأقارب، وهو من أخطر الأمراض الإجتماعية التي تؤدي إلى التفكيك الأسري وقطيعة الرحم.
ولعل من أخطر انواع التنمر، التنمر الزوجي:
فهو وحش يدمر الاسرة التي هي النواة الأساسية للمجتمع، فإذا هلكت الأسرة هلك المجتمع.
أثبتت دراسات أن سعادة الأسرة وإستقرارها ونجاح أفرادها في الحياة مرتبطان بالعلاقة الزوجية التي يسودها الود والمحبة والأحترام بين الزوجين.
والتنمر الزوجي هو أحد أنواع التنمر الذي يقوم به أحد الزوجين تجاه الآخر، ويشمل كل شكل من أشكال الإساءة المتعمدة والمتكررة، والذي يؤدي إلى ضرر نفسي أو عاطفي أو جسدي.
عادة ما يكون التنمر من الزوج على زوجته لإنه يعتبرها الطرف الأضعف في العلاقة الزوجية، وإنها ملكه وهي في طاعته طبقاً للشرع والعادات والتقاليد والتنشئة الإجتماعية.
فالزوجة مثلا بحسب الأحاديث الموضوعة لا تستطيع أن تعصي زوجها، حتى في العلاقة الحميمية إذا لم يوجد مانع شرعي، فهي ليس لها الحق في الرفض لمجرد أنها لا ترغب، وإن فعلت فهي ملعونة.
من هذه الأحاديث الموضوعة:
ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون.
إذا دعا الرجل امراته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
المصيبة الكبرى أنه متفق عليه
كما يفسرون الآية الكريمة التي يذكر فيها الضرب، وأضربوهن، تفسيراً خاطئاً بمعنى الضرب الحقيقي، وينكرون أن المقصود بالضرب هو ترك المنزل حتى تهدأ الأمور.
وبالتالي يتربى الرجل على أن المرأة مجرد متاع، فهن رياحين خلقنا لنا، وإن طاعة الزوجة واجبة وإلا غضب الله تعالى عليها ولعنها، والمرأة أيضاً تتربى على ذلك فتخاف من غضب الله تعالى ولعنه لها فلا تتكلم، ولا تدافع عن نفسها.
وبالتالي تتحمل خوفاً وليس رغبة أو حب، تتحمل وتتحمل إلى أن تنفجر وتقع الكارثة بالطلاق وتفكيك الأسرة.
الزوج يعتبر جسد المرأة ملكية خاصة فإذا أزداد وزن الزوجة وتغير جسمها نتيجة الحمل والولادة، تسمع منه كلمات كالسوط تمزق جسدها.
وأيضاً عندما يتقدم العمر بهما تجد الزوج يتهكم على زوجته كبرتي وشيبتي وبقيتي كلك تجاعيد، أنا لازم أتجوز واحدة صغيرة تجدد لي شبابي.
وينسى ويتناسى ويتجاهل ما طرأ على جسده من تغيرات وكرش وصلع وغيره.
مما ذكرت نجد أن الزوجة بذلك تتعرض للتنمر اللفظي، والجسدي، والعاطفي والنفسي.
علاج التنمر الزوجي:
يبدأ منذ الطفولة من خلال التنشئة الإجتماعية السليمة التي تقوم على أساس أن المرأة كالرجل لها نفس الحقوق الإنسانية، وأنها ليست أقل منه في أي شئ .ويكون أيضاً من خلال التفسير الصحيح للآيات القرأنية، ومن خلال منع تداول الأحاديث الموضوعة التي تهين المرأة وتكرس للتنمر بها.
وأيضاً للإعلام دور كبير في التصدي للتنمر الزوجي، من خلال الإنتباه إلى منع المشاهد التي تكرس للتنمر ضد الزوجة، كمشاهد العنف والضرب والشتائم.